✍️من "أيام الشقاوة والمعارضة" إلى "سيد البلد أون لاين".. رحلة شغف بين الورق والاعلام الالكترونى


رحلة صحفي بين الشغف والنجاح دون تربص بالآخرين 


بقلم: جمال فرغلي الشندويلي 


لم تكن بدايتي مع الصحافة الرياضية، ولم أكن من أولئك الذين وقفوا أمام الكاميرات من مدرجات الملاعب.
كانت البداية مختلفة.. صرخة قلم سياسي غاضب، في أروقة جريدة التجمع، أيام كانت الكلمة تُنشر بحبر المعارضة، وتُطبع على ورق التعب، وتُوزع على أمل تحسين الاوضاع. عام 2003

كانت تلك الفترة – وما زالت – تُعرف عند أصدقائي بـ"أيام الشقاوة". حيث تعلمنا أن نكتب ضد التيار، أن نطرح الأسئلة التي يخاف منها البعض، وأن نُجيد المشي على الحبال بين جرأة الكلمة، وحدود النظام.
كنا نكتب عن العمال، عن الغلابة، عن الدولة، عن الناس. كنا صحفيين لا ننتظر إذنًا، ولا نخشى قصّاصًا.

من شارع الصحافة إلى ممرات الرياضة

لكن القدر – أو لعله الشغف الحقيقي – أخذني إلى ركن مختلف من الحياة، حين دخلت عالم الرياضة من بوابة جريدة الاتحاد الرياضي، تلك المدرسة التي صقلتني من جديد.
هنا، لا معارضة، ولا حكومة.. بل مباراة ونتيجة، لاعب يصعد، ومدرب يرحل، وجماهير لا تنام.

تعلّمت في "الاتحاد الرياضي" أن للرياضة أيضًا معاركها، وأن وراء كل هدف حكاية، ووراء كل خسارة مآسي، وفي قلب كل نادٍ حروب لا تُروى.

وهناك، عُدت من جديد لتلك الروح الصحفية الأولى:
أراقب، أتحقق، أكتب، وأسأل.. لكن هذه المرة في ملعب مختلف.


سيد البلد أون لاين.. الحلم الرقمي

ثم جاءت الخطوة الطبيعية.. أن يكون لك منبرك.
أن تتحول من مراسل إلى صانع محتوى، من تابع إلى مؤثر، ومن قلم وسط الجريدة، إلى صوت مستقل عبر "سيد البلد أون لاين".

هنا اكتملت الرحلة، لكن لم ينتهِ الطريق.
ففي الموقع، جمعتُ بين كل ما تعلمته: الجدية السياسية، التفاصيل الرياضية، والحس الرقمي الذي يُخاطب قارئ اليوم بلغة سريعة وعميقة معًا.


فلسفة شخصية: لا تربص.. لا عداوات

على مدار هذه السنوات، لم أؤمن أبدًا أن النجاح يحتاج لإسقاط الآخرين، أو أن تسطع لتطفئ ضوء غيرك.
أنا ابن مدرسة تؤمن بأن الكلمة تُبنى، لا تُهدِم، وأن الصحافة ساحة اجتهاد لا ساحة تربص.

من "التجمع" إلى "الاتحاد الرياضي"، ومن الشارع إلى الملعب، ومن الورق إلى الشاشة، كانت الرحلة وما زالت، مدفوعة بشيء واحد: الشغف.

شغف لا ينتهي، وطموح لا يعرف توقفًا، وقناعة تامة أن النجاح لا يُصنع على حساب أحد، بل يُبنى بعرقك، وصدقك، واحترامك للناس.


الخلاصة

الصحافة ليست وظيفة.
هي طريق حياة.
وقد اخترت هذا الطريق بقلب مليء بالحب، وعقل لا يتوقف عن التعلُّم، وضمير لا يكتب إلا ما يراه حقًا.

وهنا، أكتب عن نفسي لأول مرة، لأنني ببساطة أؤمن أن لكل صحفي قصة تستحق أن تُروى.. وهذه قصتي. 



تعليقات