بيت يوشك على الانهيار.. وصراع الورثة على غرفه المتداعية"

: "بيت يوشك على الانهيار.. وصراع الورثة على غرفه المتداعية" 

في لحظة فارقة من مشهد الحياة، يبدو الواقع أشبه ببيت قديم، تتآكل جدرانه، وتتساقط شرفاته، ويئن تحت وطأة الزمن والإهمال.. وبينما يحتاج إلى من يرمّمه، يتصارع الورثة على تقسيمه، كلٌ يريد أن يحصل على أكبر غرفة، أو نافذة تطل على الشمس، ولو كان سقفها على وشك السقوط!

هذا المشهد الرمزي لا يبتعد كثيرًا عن واقع كثير من المؤسسات والكيانات، بل حتى الدول والمجتمعات، حين تتفشى الأنانية، ويغيب الإدراك الجماعي للخطر، ويفضل كل طرف اقتطاع "مكسب سريع" من بيت آيل للسقوط، بدلًا من المشاركة في إصلاحه وترميمه. ولعل المأساة لا تكمن فقط في الصراع، بل في التوقيت: فالصراع يحدث والبيت يتهاوى، وكأنهم يتقاتلون على أنقاض لا على أمل.

المثل الأول: "اتقسموا قبل ما البيت يتصلح"

أشبه ما يكون بالحكمة الشعبية: "العقلاء يرممون، والأنانيون يتقاسمون". كم من مشروعات انهارت لأنها تحولت إلى ساحة صراع على المكاسب قبل أن تُبنى؟ وكم من كيانات لم يُكتب لها النجاح لأن من فيها انشغلوا بمنصب أو نفوذ أو مساحة نفوذ، لا بمستقبل مشترك؟

المثل الثاني: من أقوال الإمام علي رضي الله عنه:

"لا تُقَسِّموا الجمل قبل أن يُصاد"
كأنّ الإمام علي يصف حالنا: لا تُعجَلوا على الغنيمة قبل أن تضمنوا البقاء، فالمعركة لم تُحسم، والبيت لم يُصلح، والخطر لا يزال قائمًا.

مثال واقعي:

انظر إلى بعض الأندية الرياضية أو المؤسسات الجماهيرية الكبرى، حين تأتي لحظة بناء أو تصحيح مسار، تجد بدلاً من التكاتف، معارك خفية فى كل اتجاة

المثل الثالث: الحكيم الصيني كونفوشيوس قال:

"عندما تهب العاصفة، لا يبني الحمقى الجدران، بل يختلفون على من يملك النافذة."

ما أكثر من يختلفون على من يمسك مقود المركب، وهي تغرق. وما أندر من يلتقط المجداف ويبدأ التجديف في صمت.


الخلاصة:

إن البيت حين ينهار، لن يُبقي على أحد من ساكنيه، مهما كانت "غرفته" أكبر أو "مكانه" أفضل. فالقيمة الحقيقية ليست في الجزء الذي تملكه من الكيان، بل في قدرة الكل على الحفاظ عليه.

في زمن التصدعات، ليس النجاح أن تحافظ على نصيبك، بل أن تساهم في بقاء السقف فوق رؤوس الجميع.

فلنعِ الدرس:
ترميم البيت أولى من اقتسامه.
وإن ضاع البيت... ضاعت الغرف بمن فيها. 


تعليقات