"أنا مش مطبلاتي... ومصيلحي مش هيتكرر"
بقلم:جمال فرغلي الشندويلي
في زمن اختلط فيه النقد بالمصالح، والإنصاف بالمجاملة، دعونا نقف وقفة صدق مع أنفسنا قبل أن نحاكم الآخرين. أنا لست "مطبلاتي"، ولا ممن يوزعون الشهادات على حساب المبادئ، لكن الحقيقة يجب أن تُقال مهما كانت قاسية أو مزعجة للبعض: محمد مصيلحي مش هيتكرر بسهولة.
الرجل دخل نادي الاتحاد السكندري من باب المسؤولية والعمل العام، لا من باب المجد الشخصي أو حب الظهور. بدأ كعضو مجلس إدارة، ثم تولى أمانة الصندوق، وصولًا إلى مقعد الرئيس في ثلاث دورات متفرقة. لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، لكنه سار فيه بإصرار وكاريزما قلّ أن نجد مثلها في هذا الزمان.
مصيلحي مش بس رئيس نادي... مصيلحي رجل دولة.
يمتلك مناصب استراتيجية تمس الأمن القومي بشكل مباشر، كونه أحد كبار رجال النقل البحري، ومع ذلك لم يبخل يومًا على ناديه الذي أحبه وأفنى فيه من وقته وماله وجهده.
ما بين جدران زعيم الثغر، أقام الرجل "مؤية الاتحاد" كواحدة من أكبر الاحتفاليات في تاريخ الأندية، شاملة لكل الألعاب. لم يتخلَّ عن النادي حتى وهو خارج المنظومة، وكان عطاءه ممتدًا وكريمًا.
في عهده، حصد النادي نحو 20 بطولة في كرة السلة، واستطاع من خلال شبكة علاقاته القوية أن يُشارك فريق الكرة مرتين في البطولة العربية، وهو إنجاز لا يُستهان به في ظل مناخ صعب وتحديات مالية طاحنة.وساهم بشكل شخصي فى معظم إنشاءات النادى
لكن الضغوط لا ترحم.
أربع سنوات من المواجهة، من العمل في صمت، من محاولات التوفيق بين طموحات جماهير لا تعرف كل الكواليس وإمكانات محدودة... انتهت باستقالة صعبة، ولأسباب ربما لا يعلمها الجميع.
اليوم نقولها بوضوح:
شكرًا محمد مصيلحي على ما قدمته، وعلى ما تحملته، وعلى إخلاصك لنادينا الكبير.
وشكرًا لأنك تركت النادي واقفًا، لا منهارًا، قويًّا رغم العواصف، وعزيزًا رغم المِحن.
نتمنى لك التوفيق في حياتك العملية والخاصة، ونعاهدك أننا سنظل نذكر الحق، لا نجامل، ولا ننافق، ولكن أيضًا لا ننسى الجميل.

تعليقات
إرسال تعليق