جمال فرغلي يكتب: "الفريضة الغائبة" في عقود المدربين!

 


جمال فرغلي يكتب: "الفريضة الغائبة" في عقود المدربين!

مفاوضات، أرقام، شروط جزائية، مقدمات عقود، ومكافآت عند الفوز... مشاهد متكررة نراها كل موسم مع كل نادٍ يبدأ رحلة جديدة مع مدير فني جديد. تدور عجلة التفاوض، ترتفع الأصوات حول الشق المالي، ويخوض الطرفان صراعًا هادئًا أو مشتعلًا حول بنود العقد، ثم نُعلن التعاقد في مؤتمر صحفي... وينطلق الموسم.

لكن في خضم كل هذا "المولد"، ننسى دومًا الفريضة الغائبة: ما هو الهدف من التعاقد؟ ما هو "التارجت"؟ وأين هو "البلان" الذي سيلتزم به المدرب؟

الأندية المصرية، والاتحاد السكندري تحديدًا كمثال، تخوض نفس الدورة كل عام: تعاقد، آمال، تراجع، رحيل. وفي كل مرة لا نسأل أنفسنا: هل حددنا المطلوب؟ هل ألزمنا المدير الفني بأهداف محددة وقابلة للقياس؟ هل وضعنا خطًا واضحًا يقول: هذا النجاح، وهذا الفشل؟

لا يجب أن تُترك الأمور للمزاج الفني أو التقدير الشخصي للمدرب. جدول الدوري ليس "كراسة رسم"، والفرق ليست تجارب معملية. المطلوب واضح: نُحدد أهدافًا موسمية وفق إمكانياتنا المادية والفنية، نُحدد مركزًا مستهدفًا في الجدول، نُخصص بندًا للشباب داخل التشكيل، نضع خطة زمنية للمكاسب الفنية، ثم نتابع ونُحاسب.

والأهم من ذلك، يجب على لجنة الكرة أن تمارس دورها كجهة رقابية لا مجرد مكتب خدمات. من حق المدرب أن يُمنح الدعم الكامل، لكن من حق النادي أيضًا أن يُدرج بندًا واضحًا في العقد ينص على الإقالة التلقائية في حال تراجع النتائج بشكل واضح. لا مجاملة في كرة القدم، فالعقود وُضعت لتنظم العلاقة، لا لتضمن الراحة لطرف واحد.

النظام الاحترافي لا يكتمل إلا بمعادلة عادلة: حقوق = واجبات.

نُدفع، نعم. لكننا نُحاسب. نحصل على الصلاحيات، لكننا نلتزم بالخطة. نتلقى الدعم، لكننا نُقيّم دوريًا.

إنها الفريضة الغائبة التي يجب أن تعود إلى عقلية التعاقد في الكرة المصرية: فريضة التخطيط والمحاسبة... قبل الراتب والمكافآت.



تعليقات