قبل معركة الصناديق… من يربح الثقة؟
بقلم: جمال فرغلي الشندويلي
كل انتخابات داخل الأندية المصرية تحمل معها ضجيجًا معتادًا من التصريحات والوعود، ولكن الضجيج هذه المرة يبدو أعلى، والحسابات أكثر تعقيدًا، خصوصًا مع اقتراب انتخابات نادي الاتحاد السكندري التي تترقبها جماهير زعيم الثغر بعيون مفتوحة وقلوب متوجسة.
الكل يتحدث عن التطوير. الكل يُجيد رسم الخطط وإطلاق الوعود. لكن الجمعية العمومية اليوم لم تعد الجمعية العمومية بالأمس؛ لقد تغيّرت المفاهيم تمامًا، وارتفع منسوب الوعي، وأصبح الأعضاء يقيسون كل كلمة بمسطرة التجربة والإنجاز، لا بمسطرة الشعارات.
وما حدث في سموحة مؤخرًا لم يكن مجرد انتخابات؛ كان رسالة واضحة:
المزاج العام تغيّر… والمعايير تغيّرت… وميزان الثقة أصبح أكثر دقة وعدلًا.
وفي ظل هذا المناخ الجديد، يدخل الاتحاد السكندري مرحلة حساسة، حيث يقترب الجميع من الأعضاء في سباق محموم على كسب التأييد. الأيام القليلة القادمة ستشهد – بلا شك – محاولات مكثفة للمرور على الأعضاء، وهو أمر مفهوم في الأجواء الانتخابية، لكنه يطرح سؤالًا مهمًا:
هل يكفي المرور والتقاط الصور لكسب الثقة؟
بالتأكيد لا.
الثقة تُبنى على المواقف، والحضور الحقيقي، والعمل الذي يلمسه الناس قبل أن يسمعوه.
وقد يكون المشهد مرشحًا – كعادة الانتخابات في الأندية الكبرى – لارتفاع حرارة المنافسة، وظهور حروب الشائعات والاتهامات التي تشتعل عندما يقترب الحسم وتحتدم الحسابات.
ومع كل هذا الضجيج، يبقى السؤال الحقيقي:
من يربح ثقة الجمعية العمومية؟
من يستطيع أن يقدّم نموذجًا صادقًا يلامس احتياجات النادي ويعبر عن جماهيره وأعضائه؟
ومن يملك القدرة على المنافسة بشرف بعيدًا عن الأساليب القديمة التي لم تعد تلقى قبولًا في زمن أصبح فيه الوعي حارسًا للصوت الانتخابي؟ وهناك فى المشهد مرشحين بلا مال ولا فكر يحاولون النجاح من عباءة غيرهم
في النهاية… الجمعية العمومية لن تنخدع.
ستختار من تثق به… لا من يرفع صوته أكثر.
ومن يقترب منها بصدق… لا من يطرق الباب وقت الانتخابات فقط.
فالثقة لا تُشترى… بل تُكتسب.
وقبل معركة الصناديق… من يربح الثقة؟

تعليقات
إرسال تعليق